كيف يستطيع الخيال العلمي أن يُقدّم جيلًا جديدًا من العلماء؟

مقالات الباب الثاني

كيف يستطيع الخيال العلمي أن يُقدّم جيلًا جديدًا من العلماء؟

يُعَد الخيال العلميّ من أكثر الأنواع القِصَصيّة المثيرة للعقل، والأسلوب القِصَصيّ المثير لعُنصر الخيال يُعَد من المُرغّبات في العلم، وحبّ القراءة، والاطلاع، وأغلب علماء اليوم وأصحاب التِّكْنولوجيا يذكرون تأثُّرَهم الشديد بالخيال العلمي، ومنهم «كارل ساجان»، و«بيل جيتس» مؤسس (مشارك) شركة مايكروسوفت العملاقة، الذي قرأ الكثير من روايات الخيال العلمي. وهنا سنلقي نظرة على اختراعات «ليوناردو دافنشي» العَبْقَرية التي تدل على بصيرةٍ نافذة، وحِسّ علميّ تخَيُّليّ.

     فقد اهتم «دافنشي» بالطيران، وبدأ دراسته على الطيور، وكان له مخطوطاتٍ متعدّدة، تعرف بـ «Codex 1505»، التي كتبها في الفترة من 1490 إلى 1505، ومنها: “الطائرة المِرْوَحيّة”.

وسنعرض هنا بعض القِصَص والأفكار الخياليّة التي تحَوَّلت إلى حقيقة:

عربة دافنشي:

منذ عدة أعوام عرض مَتحَف تاريخ العلوم في فلورنسا بإيطاليا نَموذجًا لأول عربة ذاتيّة الدفع في التاريخ، واحتاجوا للعمل على إنجازها إلى أربعة أشهر، وكان النَّموذَج مبنيًّا على رسوم «دافنشي»، وإن كان حجمها لا يتجاوز ثلث الحجم الحقيقيّ الذي رسمه «دافنشي».

الطائرة المِرْوَحيّة:

لم تُصنَع الطائرة الهليكوبتر قبل 1940م، ورغم ذلك رسم «دافنشي» شكلًا بدائيًّا لها قبلَ مئات السنين، ووضع تعليمات وطُرُقًا لتشغيلها، وكانت آلة «دافنشي» مصنوعة من الكَتَّان، وأعواد القَصَب، وذيَّل تلك الرسوم بقوله: «لو صُنِعت مِرْوحة مع تلك الآلة ستُنتِج دَوَّامة هوائيّة، تجعل الآلة ترتفع في الهواء»، ولكن، لم فكَّر «دافنشي» في الهليكوبتر؟ ولم يُفكِّر بالطائرة المُجنَّحة التي يوجد لها نظير طبيعيّ، وهو الطيور؟ وضع «دافنشي» رسومًا توضيحيّة لطائرة تُشبِه إلى حدّ كبير الوَطْواط عام 1488م، وفي هذه الآلة العجيبة يجلس الطيَّار على سطح خشبيّ، ويتحكّم في الطائرة عن طريق دواستين بقدميه بحركة متبادلة، وذكر أنّه من باب الأمان ينبغي تجربة الجهاز على سطح بحيرة قبل اعتماده فعليًّا.

مُنْطاد دافنشي:

رسم العَبْقَري «دافنشي» تصميمًا للمِظَلَّات، وشرح الطريقة المُثْلى لاستخدامها قائلًا: «لو أنّ هناك خَيْمة مصنوعة من الكَتَّان، وصُنِعت بحيث كان طولها 12 ياردة لكلّ جانب من جوانبها، وارتفاعها 12 ياردة كذلك، سيكون من يُمسِكها قادرًا على أن يُلقِي بنفسه من أيّ ارتفاع دون أن يؤذي نفسه». وجاء عام 2000م الذي شهد طيران أول نَموذَج مصنوع لمِظَلَّة دافنشي.

دافنشي والفارس الآليّ:

عدَّ الكثير من المُؤرِّخِين أنّ تصميم «دافنشي» للفارس الآليّ أول محاولة لتصميم آلةٍ تُحاكي الإنسان، وهو عبارة عن مُحارِب يرتدي الدروع الإيطاليّة في العصور الوسطى، ويستطيع الجلوس، والتلويح بيديه، وتحريك رأسه، وفتح فمه، وإغلاقه، ويحتوي على تركيبين أساسيين للحركة: 1ـ نظام تحكّم رباعيّ: يجعله قادرًا على التحكّم في اليدين، والكوع، والأكتاف، والمِعْصَمَين. 2ـ نظام تحكّم ثلاثيّ: يجعله يتحكّم في الركبتين، والكاحلين، والوَرِكَيْن. إنّنا نحيا في عالمٍ لا يتسع إلّا للعلماء والنابهين؛ لذا ينبغي عقد دورات للمعلّمين والمعلّمات عن الخيال العلمي؛ لتنمية ذواتهم، وحتّى يصبحوا أكثر قدرة وفعالية لتنشئة المخترعين والمبتكرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *