قصة نجاح عن مشروع طالبة

قصص النجاح

قصة نجاح مشروع طالبة

     هل سبق لك أن التفكير في التخيّل؟ وهل يمكن تطوير الخيال لدى الفرد؟ وهل يمكن لفرد أن ينجح ويتطوّر ويتغيّر إذا تخيّل؟ وهل هناك قصصٌ لأشخاص ناجحين لأنّهم تخيّلوا؟                                                                                      تعالوا معًا نتعرف على أحداث هذه القصة المرتبطة بالخيال العلمي.

     من قصص الخيال العلمي الشهيرة “رحلة إلى مركز الأرض” عام 1864 لكاتبها المشهور جول فيرن، “وعشرون ألف فرسخ تحت الماء” عام ،1870 والتي تنبّأ فيها بالغوّاصة، بينما كانت لا تزال تعتبر في ذلك الوقت حلمًا صعب التحقيق، وقد أطلقت تلك القصص العنان لظهور الكثير ممّا يشابهها، وخاصة في موضوعي: مغامرات الفضاء، والعوالم الخفية على الإنسان، كالبحار وغيرها.

     واعتبرت قصص الخيال العلمي من أدوات التدريس الجيدة داخل الصف، والتي تعمل على بناء عقلية على مستوًى عالٍ لدى الطالب، حيث يُولّد الخيال العلمي المرونة التي يحتاجها الطالب للتكيّف، مع التغير السريع الذي تتّسم به المجتمعات المتقدّمة.

     ولقد رافق الخيال العلمي الإنسان منذ وجوده على هذه البسيطة، لأنّ الله تعالى وهبه عقلًا راقيًا من أجل اكتشاف نواميس الله وقوانينه في الكون، فالنشاط العقليّ للإنسان لم يتوقف عن التفكير في نفسه، وفي مخلوقات الله، وفي الإعجاز في الخلق عن طريق التصوّر والتخيّل لدرجة أنّ الكثيرين يعتقدون أنّ الإنسان كائن خياليّ، ولولا هذا النشاط العقليّ لما وصل الإنسان لما هو عليه اليوم، فالنشاط التخيليّ قديم قدم الإنسان نفسه، ظهر في العصور القديمة في كتابات الإغريق بمعنى التصوّر والتخيّل كما هو في نموذج أفلاطون، وظهر بمعنى الخيال المتمازج الذي يلعب وسيطًا في جميع طرائق الذاكرة.

     وتتخذ قصص الخيال العلمي من العلم ومكتشفاته منطلقًا، ولا تعتمد على الخرافات أو الخيال الجامح، فهو خيال ممزوج بالحقائق العلميّة، ومحاولة لتخيّل تفاعل الإنسان مع التقدّم العلميّ، وتتحدّث قصص الخيال العلمي عن منجزات علميّة لم يتوصل إليها الإنسان بعد، إلا أنّ كثيرًا منها توحي إلى العلماء بأفكارٍ تتعلّق بمختلف ميادين العلم، كما تعطي قصص الخيال العلمي جماهير القراء مفاهيم شتّى للاحتمالات المستقبليّة للعلم.

     فقصص الخيال العلمي تسعى نحو تحقيق ما يتعذّر تحقيقه في الواقع، وتتعامل مع أشياء غير موجودة لكنّها قابلة للتحقيق؛ لأنّها تخضع لمنطلق العلم، وموضوع هذه القصص لا يعبّر عن رموز ومعادلات، بل يعبّر عن صور حسيّة زاهية، مثل: السباحة في الفضاء، أو السير على الماء، والغوص في البحار بمراكب خياليّة، والصراع مع كائنات خرافيّة كلّ ذلك يوضع بإطار قصصيّ جميل لا يخلو من الرومانسيّة، إنّه خيال علميّ، ولكنه أدبيّ وفنيّ في الوقت ذاته.

قصة نجاح طالبة:

     أحببت في هذه المقالة الحديث حول مشروع طالبة أعتبره قصة نجاح؛ لأنّها بدأت من الصفر، ولم يكن لديها أيّ نشاط سابق في اختراعات تندرج تحت الخيال العلمي، وقد أجادت هذه الطالبة بعد تطبيقي لبرنامج الخيال العلمي معها ومع الطالبات، وبدأت تقرأ، وتبحث، وتُولد أفكارًا جديدة، ثمّ تطوّرت وتعلّمت كيف تكتب “بوسترًا تعليميًّا”، واستمرت الطالبة بالتطوير والقراءة، وأصبحنا نعقد جلسات مناقشة معًا مخصّصة للخيال حول مشروعها، وبعضها كان يبدأ بسؤال، ماذا لو؟ وكنّا نكثّف العصف الذهنيّ، والتفكير التشعبيّ والتباعديّ حول المشروع، وبدأت الطالبة تعطي أفكارًا نيّرة يمكن أن يُبنى عليها.

     واستمرت رعاية الطالبات لتنفيذ المشاريع، ممّا ساعد كثيرًا في ارتفاع المستوى التحصيليّ، والاجتماعيّ، ووجدت طرقًا لحلّ المشكلات. لقد كانت قصة نجاح، لا بل قصة إبداع وتفوّق حياتيّ.

     ومن الإستراتيجيّات الناجحة التي تمّ استخدامها في تدريس الخيال العلميّ “إستراتيجيّة سرد القصة”، مثل أن تتخيّل الطالبة نفسها كبسولة لعلاج الأمراض تدخل جسم الإنسان لتنقيته من السموم؛ لابتكار علاج يسهم في تنقية الجسم من السموم، ويتمّ سرد مثل هذا النوع من القصص على المتعلّمين، مما يسمح للطالب التعلّم بطريقة ذات معنى.

     ولقد رأى عبد الحميد ونويجي (2009) مجموعة من المعايير التي يجب أن يراعيها المعلّم عند اختياره لقصص الخيال العلمي الجيدة، وهي: تكون قائمة على حقائق علميّة ثابتة تمتد وتستكمل عن طريق الخيال القائم على فرضيات مدروسة يمكن تحقيقها، والبعد عن الفنتازيا التي مصدرها الحدس والتخمين والخرافة وما شابه ذلك، وتتضمن أكبر عدد ممكن من المفاهيم العلمية، أو تنطوي على ثراء المحتوى المعرفيّ، أو ترتبط بموضوعات وقضايا مرغوب فيها علميًّا، وتتسم بالحتميّة الفنيّة، والحبكة الروائيّة، وأن تحترم عقل القارئ، وأن تتفاعل كلّ عناصرها مع بعضها البعض، بحيث لا يكون أحدها هامشيًا، وتتميز ببساطة الأسلوب، وسلامة اللغة، وسهولة فهم المصطلحات العلميّة المستخدمة، وتكون قائمة على أفكار العلم، ومنجزاته، وتصوّراته، وتناقش موضوعات حيوية، مثل: الجديد في الطب، في الهندسة الوراثيّة، في الفضاء، استغلال الثروات البريّة أو البحريّة، مشكلة نقص الغذاء، ونقص الطاقة، وزيادة السكان… وغيرها، وتعمل على إشباع مخيلات الطلاب ودفع عقولهم إلى التفكير في آفاق أكثر انطلاقًا، وتحررًا، وابتكارًا، والتفكير في مستقبلهم، وتأثيرات التغيّرات المحتملة على حياتهم، وتراعي الجانب الإنسانيّ، وتأثّره بالعلم التجريبيّ، أو التطبيقيّ حتى لا تفقد الصلة بالإنسان من حيث كونه كائنًا اجتماعيًا يأمل، ويتأمل، ويعمل، ويجرب، ويعيش حياته بكلّ معطياتها، وتكون ملائمة لفهم الطلاب المستهدفين، ومناسبة أيضًا لمحتوى الدروس المتعلّمة في المرحلة العمريّة لهؤلاء الطلاب.      إذًا هذه الطالبة هي واحدة من الطالبات اللواتي لديهن طاقة ونشاط، وحاجة إلى التعلّم لتوظيف ما تتعلّمه على أرض الواقع، وهذا ما جعلها فتاة ذات أفكار خلّاقة باختراعها ضفدع البحث عن المفقودين، والذي يهدف إلى إنقاذ الناس الذين يكونون تحت الأنقاض بسبب بعض الحوادث. فهل نحن مستعدّون أن نكون مثل هذه الطالبة المبدعة، ونستفيد من طاقتنا للعيش بطريقة خلاق

أهم المراجع:

راشد، علي (2010). تنمية الخيال العلمي وصناعة الابداع لدى أطفال الروضة ومرحلتي الابتدائي والاعدادية. عمان: ديبونو للطباعة والنشر والتوزيع.

الصيفي، عبد الغني (2012). قصص الخيال العلمي في كتابي العلوم للصفين الرابع والخامس الأساسيين في فلسطين، مجلة جامعة اكاديمية القاسمي، باقة الغربية، 16.

عباس، نوال محمد (2002). أدب الخيال العلمي عند الأطفال، مجلة خطوة، المجلس العربي للطفولة والتنمية، ع 16، ص ص. 26. 27.

عبد الحميد، رجب ونويجي، إيمان (2009). أثر اختلاف استراتيجية قراءة قصص الخيال العلمي ونمط قراءتها على تنمية التخيل العلمي والاتجاه نحو الخيال العلمي لدى طلاب المرحلة الثانوية ذوي أنماط معالجة المعلومات المختلفة”، مجلة دراسات تربوية واجتماعية، 15(3)، 265- 312.

عزام، محمد. (2003). أدب الخيال العلمي، دار علاء الدين.

مازن، حسام (2013). تنمية الخيال العلمي الإليكتروني في مناهجنا الدراسية في مصر والعالم العربي رؤية استشرافية لما بعد عصر الحداثة، المؤتمر العلمي الدولي الأول، جامعة المنصورة، 1، 99-151.

نشوان، يعقوب (2005). التفكير العلمي والتربية العلمية. عمان: دار الفرقان للنشر والتوزيع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *