علاقة الخيال العلمي بالتفكير البصريّ
على الرغم من أنّ الخيال هو مصنع الصُّوَر الذّهْنية الجديدة؛ إلا أنّ هذه الصُّوَر تعتمد على طريقة تفكير الطلاب، وعلى خبْراتهم السابقة، وهذا يدل على أنّ الخيال مرتبط بالإدراك والخِبْرات السابقة، وقد أشار أرسطو إلى استحالة التفكير دون الصورة الذّهْنيّة، مما يُبرهِن على العلاقة الثنائيّة بين الخيال والتفكير البصريّ.
إن التفكير البصريَّ يسبق التخَيُّل البصريَّ؛ حيث يعتمد التفكير البصريّ على الأشكال والرسوم، أمَّا التخَيُّل فهو نوع من التصَوُّر للموقف.
ولأنّ برنامج الخيال العلميّ يساهم في تنمية مهارات التفكير البصريّ رأينا من الضرورة توظيف مهارات التفكير البصريّ الذي يعتمد على الإبصار والتخيّل في الربط بين الخيال العلميّ والخبرات الجديدة والمستقبليّة؛ ليصبح المتعلّم قادرًا على فهم الشكل ووصفه، وتفسير الغموض، وتمييز الشكل البصريّ.
وتتوقّف عمليات التعلّم البصريّ على الأدوات التي يستخدمها المعلّم، وقدرتها على إثارة تفكير المتعلّم، وشحذ خيالاته؛ لتنظيم أنماطٍ من الخيال تؤدّي إلى الاختراع والابتكار والاكتشاف.
وبعد استخدام الخيال العلمي، والتفكير البصريّ، والإستراتيجيَّات الداعمة، بالإضافة إلى الخِبْرات السابقة، أمكن تحويل الصورة الذِّهْنيّة إلى تخَيُّلات بصريّة، تمَّ تجسيدها على هيئة اختراعات، أو ابتكارات، أو اكتشافات، في قِصَص الخيال العلميّ، ورَسْم صُوَر لها، مما جعل العمليّة التعليميّة أكثر مُتعةً وتشويقًا.