طريقة تدريب المعلمين والمعلمات للمتعلّمين على الخيال العلمي
بمراجعة الأدب التربويّ تبيّن أنّه تمّ استخدام الخيال العلمي في العملية التربويّة فكانت نتائجه مثمرة، عن طريق استخدامه في تطوير أساليب متنوعة لتنمية النشاط العقليّ، سواء تمّ تنشيط التخيّل في نشاطٍ تلقائيّ مستقل، أو من خلال أنشطة البرامج الدراسيّة، ويتمّ من خلال معلّم غير نمطيّ يساعد على خلق مناخ التنوع والتكامل المستمر، بين ما هو غير واقعيّ (خياليّ) وبين ّما هو واقعيّ، فإنه ليس مطالب بتنمية القدرة على التذكّر أو الحفظ أو الفهم، بل تنشيط عنصر الخيال في عملية التعلّم من خلال تحقّق التكامل بين عناصر الذاكرة، وعناصر الخيال الذي يمكن أن يطلق لدى الفرد الحالة الإبداعيّة.
وقد دعت “أناريللا” Annarella إلى ضرورة تنمية الخيال على اعتبار أنّه المحرك العقليّ الذي يقود الطلبة إلى الإبداع والابتكار، وجعله جزءًا لا يتجزأ من المناهج التعليميّة.
وقد توصلت العديد من الدراسات إلى أنّ هناك بعض الطرق التي يمكن استخدامها لتنمية الخيال العلمي لدى الطلاب، منها: برامج المحاكاة الحاسوبيّة، والأنشطة العلميّة، والألعاب الإلكترونيّة، وأفلام وقصص الخيال العلمي.
وكذلك يوصي “إيجان” Egan المعلّم بضرورة الاهتمام بتنمية الخيال وإثارته لدى الطلبة، باستخدام إستراتيجيّات تعليميّة تعمل على تنظيم البينة المعرفيّة لديهم، وتعمل على إعمال الفكر والخيال في آنٍ واحدٍ من خلال استنباط العلاقة بين بعض الأشياء التي يعرفها، مثل: الحياة والموت، الإنسان والحيوان، والإنسان والآلة، مما ينمّي لديهم الخيال.
ويتفق “إير” Eyer مع ما دعا إليه “إيجان” Egan من ضرورة أن يكون هناك اهتمامًا مقصودًا يهدف إلى تنمية الخيال لدى الطلبة بكلّ الطرق والوسائل التي من شأنها رفع درجة الخيال لديهم، عن طريق زيادة الأنشطة التي تتطلب عمليات تفكير وإمعان العقل، واستخدام تكنولوجيا الحاسبات، وتطبيق إستراتيجيّات وطرق مبتكرة لها القدرة على تحفيز التفكير والخيال لدى الطلبة.
كما يقترح كلًا من “جونسون”، “جيورجيس” Johnson & Giorgis أنّه لإثمار التعلّم، والدافعيّة نحو التعلّم، فإنّه من الضروريّ على المعلّم العمل على تنمية الخيال لدى المتعلّم من خلال استخدام بعض الأسئلة التي تحفّز الخيال لديه، والإتيان بأكبر عددٍ من الأفكار والإجابات التي تبدو في بعض الأحيان غير واقعيّة، وعلى المعلّم ألّا يهملها وألّا يقابلها باستهجان.
ولقد أصبحت تنمية مهارات التفكير بأنماطها المختلفة ضرورةً ملحةً أكثر من أيّ وقت مضى؛ وذلك لمواكبة التغيّرات والتطورات والاكتشافات العلميّة المتلاحقة في شتّى المجالات، ولهذا فإنّه ينبغي أن يصبح الهدف الرئيس من التعليم بصفة عامة.
وتسهم طرق التدريس بشكلٍ خاص في تنمية الخيال العلمي لدى التلميذ وصولًا به إلى الإبداع، والمعلّم الجيّد هو الذي يستطيع أن يحقّق ذلك من خلال الممارسات التالية:
- السماح بإطلاق خيال الطالب، ولكن في حدود مقبولة.
- لفت وجذب انتباه الطلبة؛ فالمعلّم الجيد يحاول تنويع الطرق المستخدمة لتحفيز الطلبة، ومن ثمّ التركيز على أساليب حلّ المشكلات والاكتشاف والاستقصاء.
- المعلّم الخياليّ يؤمن أنّ التدريس كالفنّ يمدّ الطلبة بمجموعة من الأشياء الجديدة المبتكرة التي لم تُقدّم لهم مسبقًا.
- إتاحة الفرص أمام الطلبة لممارسة الأنشطة العمليّة البسيطة بأنفسهم، ومن ثمّ تهيئة الفرصة أمامهم لتنمية الفضول العلميّ وحب الاستطلاع.
- يُنمّي ثقة الطلبة بأنفسهم من خلال توفير الفرص أمامهم لــتكــوين خبرات ناجحة في التفكير، وبالتالي تتحسّن قدراتهم ومهاراتهم التفكيريّة.
- يستخدم الأسئلة المفتوحة النهاية داخل الأنشطة التي يمارسها الطالب؛ حيث يطلب منه التفكير في حلول خياليّة لهذه الأسئلة.
- يُشجّع الطلبة على تقبّل الأفكار الغريبة أو الطريفة.
- تشجيعهم على البحث وطرح الأسئلة حول ما يسمعون أو يقرؤون أو يرون من أشياء وظواهر علميّة، وممارسة مهارات التفكير العلميّ.
إذًا فالمعلّمين هم المحرّك الأكبر في المؤسسة التربويّة لخيال الطلبة، ويقع على عاتقهم البدء بتنمية الخيال وتطويره والاستفادة منه، وتوظيفه في المناهج الدراسية بما يخدم الطلبة ومستقبلهم.
أهم المراجع:
سرور، عايدة عبد الحميد؛ الحسيني، أحمد توفيق. (2010). فاعلية برنامج قائم على المحاكاة الحاسوبية في تنمية الخيال العلمي وبعض عمليات العلم الأساسية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية في مادة العلوم. مجلة التربية العلمية. الجمعية المصرية للتربية العلمية. المجلد (13)، (5) سبتمبر، 167-195.
محمد، حاتم (2014). فاعلية برنامج تدريبي مقترح في تنمية الخيال العلمي والجوانب المعرفية المرتبطة به لطلاب الدبلوم العام في التربية بجامعة جازان بالمملكة العربية السعودية. المجلة المصرية للتربية العلمية، الجمعية المصرية للتربية العلمية، 17(2)، 129-164.
الناقة، صلاح وكلاب، هبه (2017). فعالية برنامج قائم على الخيال العلمي في تنمية المفاهيم ومهارات التفكير البصري في العلوم لدى طالبات الصف الثامن الأساسي بغزة. مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية، الجامعة الإسلامية بغزة، 25(2)، 65-41.
Annarella, A. (2000). “Making Creativity and Imagination Part of the Curriculum”, Creative Drama Magazine, 3(4), 10-19.
Egan, K. (2001). The Cognitive Tools of Children’s Imagination, Paper Presented at the Annual European Conference on Quality on Early Childhood Education, (1 I Alkmaar Netherlands, Aug. 29 Sep.), I, 22-31.
Eyre, G. (2001). The Role of Works of Imagination in Preparing Young People for the Information Society, IFLA Council and General Conference, (67th, Australia, Charles Sturt University, Aug., 16-25), 3- 19.
Johnson, N. & Giorgis, C. (2003). “Imagination”, The Reading Teacher, 56(5), 504-505.