الثقافة المحسوسة

مقالات الباب الخامس

قصة..

الثقافة المحسوسة

ألقت المذيعة التحية على جمهورها في برنامج «لكل شخص عظيم قصة أعظم»، ثم قالت: نستضيف اليوم مخترعة؛ لتروي لنا قصة اختراعها، فلنُرحِّب بضيفتنا العزيزة مها.

المذيعة: كيف حالك مها؟

مها: الحمد لله، بصحة جيدة.

المذيعة: هل يمكنك يا مها، أن تبدئي بسَرْد القصة لنا وللجمهور؟

مها: نعم، بالتأكيد، قابلت ذات مرة فتاة مصابة بالعمى تُدعَى ريم، وقصَّت عليَّ قصتها قائلة: منذ ولادتي وأنا حزينة؛ لأني لست كسائر الفَتَيات، وكثيرًا ما قالت لي أمي: يا صغيرتي، احْمَدي الله على جميع النِّعَم التي أنعمها عليك، فكثير من الناس لا يملكونها، وقد أشعرتني هذه العبارة بالرضا بقضاء الله وقدره.

فكرت كثيرًا في حال ريم، وعندما قابلتها مرة أخرى أخبرتها بأني أحاول أن ترى العالم المكتوب بمنظور آخر، وبعد فترة من الزمن اكتملت الفكرة في ذهني، وبدأت في تنفيذها.

المذيعة: وما فكرتك؟

 مها: صنعت كتابًا يحتوي على عدة قِصَص يمكن للمصابين بالعمى أن يشعروا بكل ما في هذا الكتاب من مشاعر وأحاسيس من خلال لغة برايل التي تعتمد على النقاط؛ فمثلًا إن كانت القصة تتحدث عن شخصية تعاني من شدة البرد، فإن القارئ سيشعر ببرودة عند لَمْس الحروف، وإن كانت الشخصية في القصة تتألم؛ فسيشعر القارئ بوَخْز بسيط في إِصبَعه، وبهذا فإنه سيتخيل الصورة، ويشعر بكل ما في القصة بصورة أكبر.

أهدَيْتُ الكتاب لزميلتي ريم، وبدأت ريم بقراءة القِصَص فيه من خلال لغة برايل، التي تم تطويرها بعدة إضافات، فقالت لي: عند قراءة الكتاب شعرت بشعور جميل لا يمكنني وَصْفه، وشكرتني لمساعدتها على القراءة باستمتاع.

المذيعة: وهل انتشر اختراعك؟

مها: نعم، انتشر اختراعي وحصلت على جوائز متعددة.

المذيعة: إنها قصة جميلة ومؤثرة، وكم أنا سعيدة باستضافتك.

مها: شكرًا جزيلًا لك.

بقلم الموهوبة: رهف صالح الظاهري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *