أزياء المستقبل

مقالات الباب الخامس

أزياء المستقبل

قصة..

لطالما عشقت دانة الأزياء والتصميم، وكم حلَمَت أن ترى في صالة العَرْض أزياء وإطلالات من تصميمها، فهذا حُلْمها الذي تسعى لتحقيقه.

زوَّدت دانة نفسها بالمعرفة والاطلاع المستمر، وفتحت مَشْغَلها الخاص، وبدأ اسمها يسطع في سماء الفن، ولكن واجهتها مشكلة عدم التزام العارضات بالمواعيد، وعدم احترافية بعضهن، بدأ الشعور بالقلق يتسلَّل إلى قلب دانة، خاصة وأن موعد العرض المقبل قد اقترب.

شعرت لين (الشقيقة الكبرى، والمحبة لدانة) بالصعوبات التي تواجه شقيقتها، وبناء عليه اقترحت لين على دانة أن تستبدل الأساليب الحديثة بالأساليب التقليدية، من خلال اعتماد عارضة أزياء محترفة، ترتدي قطعة واحدة كاملة، وساعة عصرية، يتم من خلالها التحكم في اللباس.

انبهرت دانة بالفكرة، وبدأت الأختان العمل، سافرتا إلى كوريا الجنوبية، وتعاقدتا مع أحد المصانع لصنع ثوب إلكتروني بلون جسد الإنسان؛ حيث يغير لونه تلقائيًّا بحسَب لون البشرة، بالإضافة إلى إمكانية التحكم بالقماش، والتصميم، والطول، والمرونة، من خلال الساعة التي اخترعتها لين، المزودة بنظام إلكتروني ثلاثي الأبعاد، وذاكرة تحوي 200 تصميم مختلف عملت عليها دانة.

وجاء يوم العرض، وكانت كل المُصمِّمات مشغولات بالتحضير خلف الكواليس، والتأكد من جاهزية كل شيء، والتحقق من عدم فِقْدان شيء، ما عدا (لين، ودانة) اللتين جلستا في موقعهما، وهما في قمة هدوئهما وأناقتهما، ومعهما العارضة المشهورة «جنى»، والخبيرة الكورية «سانغ شونج».

بدأ العرض بالطريقة التقليدية، كما نراها على الشاشات، وصاحب ذلك حالة التوتر خلف الكواليس، وعندما أعلنت المقدمة عن دور مجموعة دالينا «مقتبسة من لين ودانة»، خرجت العارضة «جنى»، فعم الظلام القاعة، وتم تسليط الضوء على العارضة التي ظهرت في زِيِّها، في صورته الأصلية، وقد أثار ذلك دهشة الجميع، ثم رفعت العارضة يدها، ولمست شاشة الساعة التي ظهر محتواها على شاشة العرض، واختارت تصميمًا يناسب فترة الصباح، وتحول الخيال إلى حقيقة، في ظل انبهار الجمهور، وصَمْتِه، واستمرت العارضة في تغيير الأزياء، والألوان، والأقمشة من خلال أشعة ضوئية، ترسل رسومًا من ساعة العارضة، فتلتقطها حساسات في جهاز صغير جدًّا، يُشبِه الحِلْية، تم وَضْعه في لباس العارضة، وانتهى العرض بوقوف الجمهور مُصفِّقًا بشدة، وبدأت العروض تنهال على الأختين اللتين فكرتا بذكاء، وأنجزتا بهِمَّة، وهنا تظهر حاجة الناس إلى منتج بسيط، وذكي، وعملي، يحفظ أوقاتهم، وأموالهم، ويجعل عملهم أكثر سلاسة.

بقلم الموهوبة: لين منصور البشري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *